2025-09-22 05:25:34
يُعد آرسين فينغر، مدرب آرسنال السابق والمسؤول الحالي عن تطوير كرة القدم في الفيفا، أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في عالم الساحرة المستديرة. منذ تعيينه في منصبه عام 2019، لم يتوقف فينغر عن طرح أفكار وتعديلات تهدف إلى تطوير اللعبة، بدءًا من تغيير قانون التسلل وصولاً إلى تحويل رميات التماس إلى ركلات. لكن هل هذه التغييرات ضرورية أم مجرد محاولة لفرض رؤيته الشخصية؟
أبرز مقترحات فينغر تشمل قانون التسلل الجديد، الذي ينص على ألا يُحتسب التسلل إلا إذا كان جسم المهاجم بالكامل متقدمًا على آخر مدافع، وليس جزءًا بسيطًا منه. كما اقترح تحويل رميات التماس إلى ركلات تُلعب خلال ثوانٍ، والسماح للاعب بتنفيذ الركلة الحرة بنفسه دون الحاجة إلى تمريرها من زميل. هذه الأفكار، وإن بدت جذرية، إلا أنها تهدف إلى جعل اللعبة أكثر سرعة وتقليل إهدار الوقت.
لكن فينغر ليس أول من يحاول تغيير قوانين اللعبة. فقانون التسلل نفسه مر بعدة تعديلات منذ عام 1863، حيث كان يُحتسب التسلل إذا كان المهاجم متقدمًا بأي جزء من جسده، ثم تطور ليصبح كما هو عليه الآن. هذه التعديلات المتتالية تثبت أن كرة القدم ليست لعبة ثابتة، بل قابلة للتطوير دائمًا.
يدافع فينغر عن رؤيته بالإشارة إلى أن كرة القدم الحديثة أصبحت أسرع وأكثر تطلبًا من الناحية البدنية والذهنية. فالإحصائيات تُظهر أن وقت اللعب الفعلي في المباريات انخفض إلى ما يقارب 55% فقط من الوقت الكامل، بسبب إهدار الوقت والتمثيل بالإصابات. هنا يأتي دور مقترحاته لتعزيز الاستمرارية في اللعب وتقليل التوقف غير الضروري.
غير أن منتقدي فينغر يرون أن تغييرات كهذه قد تُفقد اللعبة جزءًا من طابعها التقليدي وتُحدث خللاً في التوازن بين الهجوم والدفاع. فهل ستصبح كرة القدم مجرد سباق للسرعة والدقة، أم أنها ستحافظ على تنوعها الاستراتيجي؟ السؤال يبقى مفتوحًا، لكن ما لا شك فيه هو أن فينغر يدفع الجميع إلى التفكير في مستقبل اللعبة التي نعشقها جميعًا.