إدريسا غيكيف تحول رفض ارتداء قميص داعم للمثليين إلى بطل قومي في السنغال
2025-09-19 05:09:52
أصبح رفض لاعب خط وسط باريس سان جيرمان السنغالي إدريسا غي المشاركة في المباراة التي ارتدى فيها زملاؤه قمصاناً تدعم المثليين محط اهتمام واسع النطاق، ليس فقط في الأوساط الرياضية ولكن على مستوى المجتمع الدولي. هذه الخطوة الجريئة التي اتخذها اللاعب المحترف في الدوري الفرنسي حولته إلى ما يشبه البطل القومي في بلاده السنغال، حيث تمتلك القضية أبعاداً ثقافية ودينية عميقة.
في التفاصيل، رفض غي المشاركة في المباراة التي خاضها فريقه ضد مونبليير الشهر الماضي، والتي خصصها الاتحاد الفرنسي لكرة القدم للتنديد برهاب المثلية الجنسية، حيث ارتدى جميع اللاعبين قمصاناً بأرقام ملونة بألوان قوس قزح. وعلى الرغم من سفر اللاعب مع الفريق إلى مدينة المباراة، إلا أن المدرب ماوريسيو بوتشيتينو أعلن عن غيابه لأسباب شخصية.
باكراي سيسي، مستشار النجم السنغالي ساديو ماني، علق على الموقف مؤكداً أن “غي ولد في السنغال ونشأ هناك وتلقى تعليمه فيها”، مضيفاً أن “الثقافة السنغالية تحترم ما يفعله الآخرون لكنها لا تتبعهم في ثقافتهم”. وأشار سيسي إلى أن اللاعب يحظى بدعم كامل من جميع السنغاليين والأفارقة، معتبراً أنه “لا يمكن مهاجمة اللاعب أو وصفه بأي صفة سلبية”.
الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يغيب فيها غي عن مثل هذه المباريات، حيث غاب للموسم الثاني على التوالي عن المباراة التي ترتدي فيها الأندية الفرنسية قمصاناً بأرقام قوس قزح. وقد استدعاه الاتحاد الفرنسي لكرة القدم للتحقيق في سبب رفضه المشاركة.
ومن جهة أخرى، أثار نادي كريستال بالاس الإنجليزي الجدل عندما دعم نجمه السنغالي شيخو كوياتيه مواطنه غي، ووصفه على إنستغرام بأنه “رجل حقيقي”، وكتب “نحن ندعمك من كل قلوبنا أخي”، على الرغم من حذف المنشور بعد دقائق.
هذه الحادثة تثير تساؤلات عميقة حول التوازن بين احترام الثقافات المختلفة والتزامات اللاعبين المحترفين، وتسلط الضوء على التحديات التي يواجهها اللاعبون الأفارقة في Европا في التوفيق بين معتقداتهم الثقافية والدينية ومتطلبات البيئة المحترفة التي يعملون فيها.
في النهاية، تبقى قضية إدريسا غي مثالاً صارخاً على كيفية تحول موقف رياضي إلى قضية ثقافية واجتماعية أوسع، تثير النقاش حول حدود حرية التعبير والالتزام بالعقود الرياضية من جهة، واحترام الخلفيات الثقافية والدينية المختلفة من جهة أخرى.