2025-09-22 05:46:39
شكل التعادل المخيب لليفربول أمام وستهام يونايتد (1-1) الاثنين الماضي في ختام الجولة الـ25 من الدوري الإنجليزي صفعة قاسية لآمال الفريق في التتويج باللقب للمرة الأولى منذ 28 عاماً. هذا الأداء الباهت الذي قدمه الأحمرون في ملعب لندن أثار موجة من التساؤلات الحادة حول قدرة المدرب الألماني يورغن كلوب على قيادة الفريق نحو تحقيق حلم الملايين من عشاق النادي حول العالم.
بعد هذه النتيجة، أصبح رصيد ليفربول 62 نقطة من 25 مباراة، وبفارق ثلاث نقاط فقط عن غريمه اللدود مانشستر سيتي، الذي يمكن أن يعتلي الصدارة في الجولة المقبلة في حال تساويه في النقاط مع الريدز. وهذا التعادل يمثل الإعاقة الثانية على التوالي للفريق الذي كان يملك فرصة ذهبية لتوسيع الفارق مع ملاحقه إلى سبع نقاط، خاصة بعد خسارة السيتي المفاجئة أمام نيوكاسل في الجولة الماضية.
اتفقت آراء العديد من المحللين والخبراء على أن كلوب يتحمل الجانب الأكبر من مسؤولية تراجع أداء الفريق في هذه اللحظة الحرجة من الموسم، التي قد تتحدد خلالها هوية بطل البريميرليغ. ورغم خروج الفريق المبكر من منافسات كأس الرابطة وكأس الاتحاد الإنجليزي، إلا أن الفريق لم يظهر أي انتعاشة بدنية تذكر، مما يثير التساؤلات حول جدوى التحضيرات التي اعتمدها المدرب الألماني خلال فترة الراحة التي حصل عليها مقارنة بمنافسيه.
تصاعدت الانتقادات الموجهة لكلوب بسبب خياراته التكتيكية غير المبررة في المباريات الأخيرة، حيث أصر على تغيير مكان نجم الفريق المصري محمد صلاح وإقحامه في مركز رأس الحربة بعيداً عن مركزه المفضل على الجناح، وهو القرار الذي لم يجد الكثيرون له تفسيراً منطقياً. كما فشل المدرب الألماني في تقديم حلول مبتكرة للتعامل مع أزمة الإصابات المتكررة التي يعاني منها عدد من لاعبيه المؤثرين في الخطوط المختلفة.
ولم تتوقف الانتقادات عند الجانب التكتيكي فقط، بل امتدت إلى الجانب النفسي حيث حذر محللون من أجواء التوتر التي يثيرها كلوب في صفوف فريقه خلال المباريات، عبر احتجاجاته المتكررة وردود فعله المثيرة للجدل على القرارات التحكيمية، مما قد يؤثر سلباً على تركيز اللاعبين الذين يعانون بالفعل من ضغوط هائلة لتحقيق حلم التتويج باللقب.
لم يقتصر تأثير التعثرات المتتالية لليفربول على بعث الأمل في نفوس لاعبي مانشستر سيتي فقط، بل ساهمت النقاط المهدرة في منح فرصة جديدة لتوتنهام للعودة إلى سباق اللقب، حيث أصبح الآن على بعد خمس نقاط فقط من الصدارة. وفي ظل هذه الظروف الحرجة، ستكون الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد مصير لقب الدوري الإنجليزي، وسيجد ليفربول نفسه مجبراً على التعامل مع كل مباراة مقبلة كما لو كانت نهائياً إذا كان يرغب حقاً في إنهاء انتظار الجماهير الذي طال 28 عاماً وحرمان مانشستر سيتي من الاحتفاظ باللقب للموسم الثاني على التوالي.
